العلاقات المغربية-الأمريكية تُعد من أقدم وأمتن العلاقات الدبلوماسية في العالم، إذ كان المغرب أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1777، في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله، الذي أصدر ظهيراً ملكياً سمح للسفن الأمريكية بالرسو في الموانئ المغربية. وقد تُوج هذا الاعتراف بتوقيع معاهدة الصداقة والسلام سنة 1786، وهي أقدم معاهدة ما تزال سارية المفعول في تاريخ الولايات المتحدة إلى اليوم.
وقد تعززت هذه العلاقات التاريخية خلال عهد جلالة الملك الراحل الحسن الثاني، الذي عمل على ترسيخ التعاون السياسي والاقتصادي والأمني بين البلدين، من خلال زيارات رسمية متكررة إلى الولايات المتحدة ولقاء عدد من رؤسائها، من جون كينيدي إلى بيل كلينتون.
ومن أبرز تلك اللقاءات، الاجتماع الذي جمع الملك الحسن الثاني برجل الأعمال الأمريكي دونالد ترامب سنة 1992 في مدينة نيويورك بفندق “Plaza” المملوك آنذاك لترامب، حيث دعا جلالته رجال الأعمال الأمريكيين إلى الاستثمار في المغرب، مبرزاً الفرص التنموية والتسهيلات التي توفرها المملكة.
كما تواصلت هذه العلاقات المتميزة في عهد جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي جمعه لقاء بالرئيس دونالد ترامب بحضور صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، في جو يعكس عمق الصداقة والاحترام المتبادل بين البلدين، وتوافقهما حول عدد من القضايا الدولية والإقليمية.
وقد بقيت الولايات المتحدة الأمريكية وفية لعهدها تجاه المملكة المغربية، حيث أكدت دعمها الثابت لوحدة المغرب الترابية، من خلال موقفها الواضح داخل مجلس الأمن الدولي، ومساندتها لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، باعتبارها الحل الجاد والواقعي لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وهكذا، تظل العلاقات المغربية-الأمريكية نموذجاً راسخاً في الوفاء والتعاون الاستراتيجي، القائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والرؤية الموحدة من أجل الأمن والاستقرار والتنمية.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=54710














