من شريط الذكريات
بقلم مصطفى جناح















في ذاكرة أجيال تعاقبت على مقاعد الدراسة بثانوية الحسن الثاني، يظل اسم محمد هلال، المعروف بلقبه الشهير “كنيبة”، محفورًا كأحد أبرز الوجوه الإدارية التي تركت بصمة قوية في الحياة التربوية بالمؤسسة خلال فترة الثمانينات والتسعينات.
بفضل شخصيته الصارمة وحضوره الدائم عند باب المؤسسة، اكتسب المدير محمد هلال احترام التلاميذ والأطر التربوية على حد سواء. كان الرجل مثالًا في الانضباط، لا يتوانى عن مراقبة كل صغيرة وكبيرة داخل الثانوية، ما ساهم في ترسيخ قيم الجدية والمسؤولية بين صفوف التلاميذ، حتى أصبح لقب “كنيبة” مرادفًا للهيبة والانضباط في نظر الجميع.
ورغم مضي السنوات، ما تزال شهادات العديد من الخريجين تشهد بحنكة هذا المدير وحسن تدبيره، حيث يصفه البعض بـ”المدير الذي يسير الأمور بقبضة من حديد”، بينما يرى فيه آخرون شخصية تربوية نادرة استطاعت أن تفرض الاحترام دون الحاجة إلى رفع الصوت.
ومع أن الأضواء الإعلامية لم تسلط كثيرًا على مساره المهني، إلا أن ما بقي عالقًا في الأذهان عن محمد هلال، هو تلك الصورة اليومية التي طالما تكررت: مدير واقف عند بوابة المؤسسة، يتابع الدخول والخروج، يحرص على النظام، ويزرع في النفوس حس المسؤولية والانضباط.
يبقى “كنيبة” بذلك نموذجًا لمدير مدرسة تجاوز دوره الإداري ليصبح رمزًا تربويًا، في زمن يتوق فيه كثيرون إلى عودة هيبة المدرسة العمومية.



المصدر : https://www.microtv.ma/?p=46851