إعداد مصطفى جناح
ولد الراحل عبدالسلام عامر سنة 1939، رغم فقدانه البصر في سن مبكرة، إلا أنه ابدع في مجال التلحين معتمدا على موهبته الفطرية واحساسه المرهف وتعامل مع شعراء ومطربين كبار.
اسلوب عبدالسلام عامر الفني
تميز عبدالسلام عامر بأسلوبه الفريد في التلحين، حيث كان يعتمد على الدندنة لنقل افكاره الموسيقية متجاوزا القواعد التقليدية، لم يكن يعزف على آلة موسيقية، لكن كان يستخدم صوته كآلة للتعبير عن ألحانه، مما جعله يتفرد باسلوبه الخاص، كان يتوفر على حس موسيقي عال ويمتلك أذنا موسيقية وقدرة على تمييز أدق التفاصيل والألحان والنغمات هذا فضلا عن امتلاكه لثقافة موسيقية واسعة كما كان له دور كبير في تجديد الأغنية المغربية ودمجها في الألوان الموسيقية الحديثة.
تعامل عبدالسلام عامر مع شعراء ومطربين كبار
ارتبط اسمه بالعديد من كبار الشعراء والمطربين من بينهم : محمد المختار الكنوني الذي كتب له قصيدتي “اخراه” وحبيبي اللتين غناهما عبدالوهاب الدكالي وانتج مع عبدالرفيع الجواهري اعمالا خالدة مثل القمر الأحمر والشاطئ اللتين غناهما عبدالهادي بلخياط وراحلة التي غناها محمد الحياني ، وتعامل مع عمر ابوريشة الذي كتب له قصيدة “دنيا” التي غنتها سعاد محمد.

ساهمت عدة عوامل في نجاح عبدالسلام عامر
منها الموهبة الفدة والذاكرة القوية والتكوين الفني المبكر والتعاون مع شعراء ،كبار واختيار الاصوات المناسبة والانفتاح على التجارب العالمية.
لازال الارث الفني لعبدالسلام حاضرا في الذاكرة.
رغم وفاته المبكر لازالت اعماله تكرم من خلال مهرجانات موسيقية مثل مهرجان القمر الأحمر في القصر الكبير الذي يعنى بتخليد ذكراه وتقديم أعماله للأجيال الحالية.

توفي عبدالسلام عامر في 14 مايو 1979 عن عمر يناهز الأربعين عاما. وكان جسرا بين الكلمة واللحن ترك وراءه إرثا فنيا خالدا في تاريخ الموسيقى المغربية.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=46517