تواصل الولايات المتحدة الأمريكية ترجمة موقفها الثابت الداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية، من خلال استعدادها لافتتاح قنصلية رسمية بمدينة الداخلة، في خطوة دبلوماسية جديدة تعزز اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.
وكشف موقع أفريكا إنتليجنس أن وفداً قنصلياً أمريكياً سيزور مدينة الداخلة خلال الأسابيع المقبلة، في إطار التحضير لافتتاح التمثيلية الدبلوماسية المنتظرة. وأوضح أن الزيارة ستشكل “الخطوة الأولى نحو افتتاح قنصلية أمريكية فعلية في المدينة”، بعد إنشاء قنصلية افتراضية في ديسمبر 2020، عقب القرار التاريخي للإدارة الأمريكية بالاعتراف بمغربية الصحراء.
وكان كبير المستشارين الأمريكيين مسعد بولس قد جدّد، في حوار مع صحيفة الشرق الإخبارية بتاريخ 17 أكتوبر الجاري، التأكيد على موقف بلاده الثابت، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أعلن بوضوح سيادة المغرب على الصحراء، مضيفاً في تصريحات لاحقة لقناة سكاي نيوز عربية أن هذا القرار “نهائي ولا رجعة فيه”.
ووفق المصدر ذاته، وصلت بعثة من الدبلوماسيين التابعين للسفارة الأمريكية في الرباط والقنصلية العامة بالدار البيضاء إلى الداخلة في زيارة غير مسبوقة، تهدف إلى تقييم الأوضاع الميدانية وتنظيم اجتماعات تحضيرية لاختيار موقع القنصلية.
وأشار التقرير إلى أن الاستعدادات للزيارة كانت قائمة منذ أسابيع، غير أن الموعد الدقيق ظل مرتبطاً بأزمة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، التي بدأت منذ الأول من أكتوبر الجاري، وأثّرت على نشاط العديد من المؤسسات الدبلوماسية الأمريكية.
ورغم هذا الوضع، أكدت أفريكا إنتليجنس أن وزارة الخارجية الأمريكية حصلت على تفويض خاص يسمح بتنفيذ هذه المهمة الحساسة، في ظل ما وصفته بـ”المأزق المالي” الناتج عن توقف الاعتمادات الحكومية.
كما أوضحت السفارة الأمريكية في المغرب في بيان رسمي أن أنشطتها تأثرت جزئياً بسبب الإغلاق، لكنها واصلت تقديم الخدمات القنصلية الضرورية للمواطنين الأمريكيين في الدار البيضاء “وفقاً لما تسمح به الظروف”.
وأضاف التقرير أن الإعلان الرسمي عن افتتاح القنصلية الأمريكية في الداخلة مرجّح أن يتم في شهر نوفمبر المقبل، بعد استكمال الإجراءات الإدارية والقانونية المطلوبة، بما في ذلك المصادقة على الميزانية من طرف الكونغرس الأمريكي، والتنسيق مع السلطات المغربية بشأن المواقع والملفات التقنية.
ومن المنتظر أن تشرع واشنطن بعد المصادقة النهائية في تنفيذ المشروع تحت إشراف مكتب عمليات المباني الخارجية (OBO)، وهي الهيئة المسؤولة عن البنى التحتية الدبلوماسية الأمريكية في الخارج، قبل تقديم ترشيحات الدبلوماسيين الذين سيشكلون طاقم القنصلية الجديدة.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة الأمريكية تمثل تتويجاً لمسار سياسي واضح بدأ منذ 2020، يعكس تطور العلاقات بين الرباط وواشنطن إلى مستوى شراكة استراتيجية متقدمة، تشمل مجالات الأمن والاستثمار والطاقة والدفاع.
كما تُعدّ القنصلية المرتقبة في الداخلة رسالة قوية إلى المجتمع الدولي، مفادها أن الموقف الأمريكي من قضية الصحراء ليس مجرد إجراء سياسي عابر، بل خيار استراتيجي طويل الأمد يترجم التزام واشنطن بدعم الاستقرار والتنمية في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=54420
