في خطوة أثارت جدلاً واسعاً وُصفت بالاستفزازية، أطلق الحزب الإسباني للدفاع عن حقوق الحيوان (PACMA) حملة دولية تحت شعار “فيفا، بطاقة حمراء لمذبحة الكلاب في المغرب”، دعا من خلالها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى التدخل العاجل لـ”وقف ما وصفه بمجازر الكلاب الضالة بالمملكة”، وذلك قبيل احتضان المغرب مباريات كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال.
الحملة التي لاقت انتشاراً على مواقع التواصل الاجتماعي، اتهمت السلطات المغربية بتنفيذ “عمليات ممنهجة لإبادة الحيوانات الضالة”، وهي اتهامات نفتها الجهات الرسمية المغربية بشدة، معتبرة أنها “ادعاءات مغرضة وتضليل متعمد يسعى إلى تسييس قضية إنسانية واستهداف صورة المغرب في الخارج”.
زيارة مثيرة للجدل إلى طنجة
ووفق مصادر مطلعة، فقد أرسل الحزب الإسباني وفداً إلى مدينة طنجة خلال الشهر الماضي “للتحقق من الأوضاع الميدانية”، غير أن اللقاء الذي جمعهم بمسؤولين محليين كشف — حسب نفس المصادر — عن “محاولة لتوظيف الملف إعلامياً واستغلاله قبيل المونديال ضمن حملة تشويه ممنهجة ضد المملكة”.
في المقابل، أكدت السلطات المغربية أنها تعمل على تنفيذ خطة وطنية لحماية الحيوانات، تتضمن إنشاء أول مأوى كبير بمدينة طنجة، ضمن مقاربة تعتمد على “التعقيم والتلقيح والرعاية الصحية” بدل الإبادة، في انتظار المصادقة على أول قانون وطني لحماية الحيوانات في المغرب.
الرباط ترد بالبرامج والإصلاحات
ورغم أن الحزب الإسباني نفسه اعترف بـ”التقدم الملموس الذي أحرزه المغرب في هذا المجال”، إلا أنه وصف الجهود بـ“غير الكافية”، مطالباً باعتماد نموذج “القبض – التعقيم – التلقيح – الإرجاع” (TNVR) بشكل شامل في جميع المدن المغربية.
في الوقت ذاته، تواصل الجماعات المحلية والجمعيات المدنية المغربية جهودها لإيجاد حلول متوازنة تحمي الصحة العامة من جهة، وتحترم الرفق بالحيوان من جهة أخرى، مع تأكيد السلطات أن معالجة الظاهرة تخضع لمقاربة علمية وإنسانية تراعي خصوصية كل منطقة.
محاولة لإثارة الرأي العام ضد المغرب
ودعا الحزب الإسباني أنصاره إلى “مراسلة فيفا والسفارة المغربية في مدريد والحكومة الإسبانية”، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة واضحة لـ”خلق رأي عام معادٍ للمغرب”، مستغلاً الحدث الرياضي العالمي لأغراض سياسية وإعلامية.
ويرى محللون أن هذه الحملة ليست سوى حلقة جديدة من سلسلة تحركات دعائية تستهدف المغرب كلما برز كقوة إقليمية أو حقق نجاحاً دبلوماسياً ورياضياً، مشيرين إلى أن “بعض التيارات في إسبانيا ما زالت تعبر عن نزعة عدائية قديمة تجاه المملكة”.
الرفق بالحيوان جزء من الهوية المغربية
ويؤكد فاعلون مدنيون أن الرفق بالحيوان قيمة أصيلة في الثقافة المغربية، تمتد جذورها من التعاليم الإسلامية إلى المبادرات الحديثة التي تتبناها جمعيات المجتمع المدني، معتبرين أن الحملات الخارجية “لن تنجح في طمس الجهود الواقعية التي تبذلها المملكة في هذا الملف”.
ويواصل المغرب، بحسب مراقبين، إصلاحاته بثقة وهدوء بعيداً عن الضجيج الدعائي، متشبثاً بمقاربة إنسانية ومسؤولة تعكس صورته كبلد يسعى لتحقيق التوازن بين التنمية والرحمة بالحيوان.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=54415














