الدلاح البلدي المغربي.. كنز فلاحي مهدد بالاندثار

admin
فن وثقافة
admin14 يونيو 2025آخر تحديث : السبت 14 يونيو 2025 - 12:57 مساءً
الدلاح البلدي المغربي.. كنز فلاحي مهدد بالاندثار

في صورة رمادية تعود لما قبل سبعينيات القرن الماضي، يظهر فلاح مغربي في أحد الأسواق الشعبية، يعرض بفخر “الدلاح البلدي” للبيع. تلك الصورة ليست مجرد لحظة من الماضي، بل شهادة حية على تاريخ زراعي عريق، يوشك أن يندثر.

يُعد الدلاح البلدي المغربي واحداً من الكنوز الزراعية الأصيلة التي اشتهرت بها مناطق مثل زاكورة والراشيدية ودكالة والرحامنة وغيرها من ربوع المملكة. هذا الصنف المحلي يتميز بجملة من الخصائص الفريدة التي جعلته محبوباً لدى المغاربة عبر الأجيال، من بينها:

نكهة طبيعية لا تضاهى، بطعم حلو وأصيل يعكس خصوصية الأرض المغربية.

قشرة داكنة وصلبة، تمنحه مقاومة عالية ضد التلف أثناء النقل والتخزين.

قدرة كبيرة على التحمل، إذ يتأقلم مع المناخ الجاف وشبه الجاف دون الحاجة إلى كميات كبيرة من الماء.

قلة الاعتماد على المواد الكيميائية، بفضل طرق الزراعة التقليدية التي لا تزال تُمارس في بعض المناطق.

ورغم هذه الميزات، يواجه الدلاح البلدي خطر الزوال تحت وطأة غزو البذور الهجينة المستوردة، التي تُغري الفلاحين بإنتاج وافر وشكل جذاب. إلا أن هذه البذور، رغم مردودها الاقتصادي، تأتي بثمن باهظ:

تفقدنا تنوعنا الوراثي المحلي.

تنتج دلاحًا أقل جودة من حيث المذاق.

تتطلب استخداماً مكثفاً للأسمدة والمبيدات، ما يُثقل كاهل الفلاح ويفاقم الأثر البيئي.

في هذا السياق، تبرز الحاجة إلى تضافر جهود الفلاحين والمستهلكين للحفاظ على هذا الإرث الزراعي. على الفلاح أن يعيد النظر في اختياراته، ويمنح الأفضلية للبذور البلدية. وعلى المستهلك أن يختار الواعد بالنكهة الأصيلة، لا بالشكل الخارجي فقط.

إن دعم الدلاح البلدي ليس فقط مسألة زراعية، بل هو فعل مقاومة للحفاظ على هويتنا الغذائية وثروتنا البيئية. فلنحرص جميعاً على تبادل الخبرات بين الفلاحين والكسابة، وتبادل النصائح الفلاحية التي تحافظ على هذا التراث، من أجل مغربٍ يحترم جذوره وينظر بثقة إلى مستقبله الزراعي.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.