يونس حفيض
في خطوة لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن دخول سفينة “مادلين” التابعة لتحالف أسطول الحرية المياه المصرية في طريقها إلى القطاع المحاصر.
ودخلت سفينة “مادلين” المياه المصرية رغم التهديد الإسرائيلي بمنعها من الوصول، بعدما أبحرت السفينة من ميناء كاتانيا بجزيرة صقلية في إيطاليا يوم 1 يونيو، وهي تحمل مساعدات إنسانية عاجلة و12 ناشطاً دولياً، بينهم الناشطة السويدية الشهيرة غريتا ثونبرغ والنائبة الأوروبية ذات الأصول الفلسطينية ريما حسن.
ووفقاً للجنة المنظمة تحمل “مادلين”، وهي سفينة شراعية بطول 18 متراً إمدادات حيوية تشمل حليب الأطفال والطحين والأرز والحفاضات والمستلزمات الطبية وأجهزة تحلية المياه والعكازات، وأطرافاً اصطناعية للأطفال في محاولة رمزية لتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية في غزة، حيث يواجه أكثر من مليوني فلسطيني خطر المجاعة نتيجة الحصار الإسرائيلي المشدد منذ أكتوبر 2023.
وأفادت مصادر من على متن السفينة بأنها واجهت تدخلات إسرائيلية، من بينها محاولات تشويش على إشارات الاتصال والتتبع، وهو ما وصفته اللجنة بأنه “تهديد خطير” لسلامة الطاقم، في حين أكدت اللجنة أن المهمة تمثل “عمل مقاومة سلمية” حيث تم تدريب جميع المتطوعين على مبادئ اللاعنف.
وأشارت الناشطة الألمانية ياسمين أكار، منسقة الصحافة في التحالف إلى أن السفينة كانت على بعد 116 ميلاً بحرياً من غزة اليوم (الأحد) وتتوقع الوصول إلى المياه القريبة من القطاع بحلول الإثنين، إذا لم تتعرض لتدخلات إضافية، وأضافت : “نحن في المياه الدولية، وأي هجوم على سفينة إنسانية سيكون انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي”.
من جانبه أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تهديدات صريحة، معلناً أن إسرائيل “لن تسمح لأي سفينة بكسر الحصار البحري على غزة”، واصفاً الناشطين على متن “مادلين” بـ”المعادين للسامية” ومتهماً إياهم بدعم “دعاية حماس”.
وأشار كاتس في بيان مصور خلال اجتماعه مع قادة عسكريين إلى أن البحرية الإسرائيلية تستعد لاعتراض السفينة، سواء بمنعها من الاقتراب أو توجيهها قسراً إلى ميناء أشدود واعتقال الناشطين، وقال : “أوجه تحذيراً واضحاً لغريتا وأنصارها : عودوا من حيث أتيتم، فلن تصلوا إلى غزة”.
تأتي هذه المهمة بعد شهر من هجوم بطائرات مسيرة على سفينة أخرى تابعة للتحالف هي “الضمير” قبالة سواحل مالطا في مايو الماضي، والذي تسبب في حريق وثقب في هيكل السفينة، واتهمت اللجنة إسرائيل بتنفيذه، وهو ما لم تعلق عليه تل أبيب رسمياً.
وكانت إسرائيل نفذت هجوماً إسرائيلياً مميتاً عام 2010 على سفينة “مافي مرمرة” أسفر عن مقتل 10 ناشطين أتراك مما أثار غضباً دولياً واسعاً.
وأكدت النائبة ريما حسن، من على متن السفينة، أن المهمة تهدف إلى “فتح ممر إنساني” وتسليط الضوء على “الإبادة” التي يتعرض لها الفلسطينيون، في حين دعت الحكومة الفرنسية إلى ضمان سلامة السفينة، محذرة من أن أي تصعيد سيعتبر “جريمة حرب”.
فيما أعربت بريطانيا التي ترفع السفينة علمها عن رفضها لأي عمل إسرائيلي ينتهك القانون الدولي، مشيرة إلى استعدادها للتدخل لحماية الطاقم إذا لزم الأمر.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=46939