مع تسارع وتيرة الأشغال الكبرى استعداداً لاحتضان كأس العالم 2030، التي سيشارك المغرب في تنظيمها إلى جانب إسبانيا والبرتغال، يشهد قطاع البناء والبنيات التحتية في المملكة زخماً غير مسبوق، لكنه يصطدم بعائق بارز يتمثل في النقص الحاد في اليد العاملة المؤهلة، ما يطرح تساؤلات حول جدوى استيراد العمال الأجانب كحل مؤقت.
وفي الوقت الذي يُنظر فيه إلى مشاريع الملاعب والمنشآت والمرافق الحضرية والنقل على أنها فرصة لإنعاش سوق الشغل الوطني، فإن الطلب المتزايد على العمال والمهندسين والتقنيين والمتخصصين في الأشغال العمومية كشف هشاشة المنظومة الوطنية في توفير الكفاءات المؤهلة، وفق ما أكدته الفيدرالية الوطنية للبناء والأشغال العمومية.
خيار الاستيراد مرفوض
رئيس الفيدرالية، محمد محبوب، نفى في تصريح لموقع Le360 إمكانية اللجوء إلى استيراد اليد العاملة من الخارج، موضحاً أن السوق المغربية تضم بالفعل نسبة من العمال الأجانب، خصوصاً من دول إفريقيا جنوب الصحراء، الذين يشتغلون حالياً في مختلف الأوراش. واعتبر محبوب أن الإشكال لا يكمن في عدد العمال، بل في تأهيلهم المهني، حيث تضطر العديد من الشركات إلى تشغيل عمال غير مكوّنين وتأهيلهم بشكل سريع داخل مواقع العمل، ما يمثل عبئاً كبيراً خاصة على المقاولات الصغرى.
دعوة لتعزيز التكوين الوطني
من جانبه، شدد كريم شيخ، رئيس لجنة الرأسمال البشري في الاتحاد العام لمقاولات المغرب، على أن الأسبقية يجب أن تكون للعمال المغاربة، معتبراً أن هذه الأوراش تمثل فرصة حقيقية لخلق الآلاف من مناصب الشغل ومحاربة البطالة. وأكد أن الحل يكمن في تقوية منظومة التكوين المهني وتأهيل الموارد البشرية المحلية لمواكبة متطلبات السوق.
ارتفاع في تكاليف الأشغال
ارتفاع الطلب على اليد العاملة أدى بدوره إلى ضغط كبير على ميزانيات المشاريع، بسبب ارتفاع الأجور ونقص الموارد البشرية المؤهلة. ويشير المهنيون إلى أن بعض الشركات تحاول تقليص آجال الإنجاز لتقليل التكاليف، إذ أن تقليص مدة الأشغال قد يكون أقل كلفة من الغرامات المترتبة عن التأخير.
تكوين مستقبلي واستثمار محلي
مع قرب احتضان المملكة لحدث عالمي بحجم مونديال 2030، تتعاظم الدعوات إلى استثمار هذه الدينامية في بناء منظومة تكوين مستدامة، تضمن تأهيل اليد العاملة المغربية وتوفر فرص شغل حقيقية، دون اللجوء إلى حلول مستوردة قد لا تناسب السياق الاقتصادي والاجتماعي الوطني.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=45265