فيصل باغا
مع اقتراب نهاية السنة الدراسية، يتجدد القلق لدى ساكنة منطقة أولاد بن عمر دحامنة والمشاريع المجاورة لها، التابعة لجماعة بوسكورة، بسبب غياب مدرسة إعدادية تُؤمّن لأبنائهم حقهم في متابعة الدراسة بعد المرحلة الابتدائية. ورغم توفر مدرسة ابتدائية واحدة بالمنطقة، فإن ذلك لا يلبي الحاجيات المتزايدة لسكانٍ يعرف عددهم تزايداً مستمراً نتيجة التوسع العمراني والمشاريع الاقتصادية المنجزة بالمنطقة.
السؤال الذي يطرحه السكان بإلحاح هو: لماذا تظل المشاريع الاقتصادية الكبرى، التابعة للملحقة الإدارية رمل الهلال، معزولة تماماً عن الخدمات العمومية الأساسية؟ فرغم ما تدرّه هذه المشاريع من مردودية اقتصادية، إلا أن المنطقة لا تتوفر على مدارس إعدادية، ولا ثانويات، ولا دور شباب، ولا مراكز ثقافية، فضلاً عن غياب الطرق المعبدة وضعف شبكة الإنارة العمومية.
يؤكد العديد من السكان أن أبناءهم يضطرون إلى التنقل لمسافات طويلة للوصول إلى أقرب مؤسسة إعدادية، ما يشكل خطراً على سلامتهم ويُثقل كاهل الأسر مادياً ونفسياً. أما عن المرافق الأخرى، فالوضع لا يقل سوءاً؛ فالشباب يفتقرون لأماكن للترفيه أو التكوين، ما يزيد من تفشي مظاهر التهميش والانحراف.
في ظل هذا الوضع، يوجه السكان نداءً مستعجلاً إلى السلطات المحلية، وعلى رأسها المجلس الجماعي لبوسكورة والسلطات الإقليمية، من أجل التدخل العاجل لوضع حد لهذا التهميش. فالتنمية لا تقتصر على تشييد المصانع والمشاريع الاقتصادية، بل تبدأ بضمان الكرامة والخدمات الأساسية للمواطنين: تعليم، صحة، طرق، وإنارة، في بيئة تضمن الحد الأدنى من شروط العيش الكريم.
فهل تتحرك الجهات المسؤولة قبل بداية السنة الدراسية المقبلة، أم سيظل سكان أولاد بن عمر دحامنة رهائن للتهميش والإقصاء؟
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=45223