دعا السيد إدريس مصباح عامل إقليم إفران في اللقاء الإقليمي المنعقد يوم الخميس 15 ماي 2025 بقاعة الاجتماعات بعمالة إفران في موضوع الحرائق الغابوية جامعة الأخوين لاقتناء معدات كون الجامعة وسط الغابة.
جاء هذا في كلمته التي ذكر فيها ان التغيرات المناخية عرفت ارتفاعا في درجات الحرارة مما يسجل ايضا امكانيات ارتفاع نسبة الحرائق، وأن هذا الاجتماع في إطار الاستباقية للتحسيس ولاتخاد التدابير لمواجهة هذه الظاهرة سيما مع انتشار الكثير من الأعشاب، مما يحتم ضرورة الاستعداد الكامل لمواجهة الحرائق الغابوية خلال شهري يوليوز وغشت… ولهذا جاء هذا الاجتماع للوقوف على أسباب اندلاع الحرائق بالغابة وتدارس سبل تفادي حدوثها.
ليتقدم السيد حدو أغبي المدير الإقليمي للوكالة الوطنية للمياه والغابات بإفران، بعرض استعرض خلاله البرنامج والاستراتيجيات الاستباقية المعتمدة على المستوى الإقليمي تحت إشراف الوكالة الإقليمية للمياه والغابات وباقي الشركاء، والمندرجة في إطار الاستراتيجية الوطنية…
عرض تطرق فيه لعدة محاور منها الإطار المؤسساتي لللوقاية ومحاربة حرائق الغابات، مستعرضا الأسباب والعوامل، وسبل مكافحة الحرائق الغابوية، ومشيرا إلى أنه تم تسجيل تراجع ملحوظ في تعرض المجال الغابوي بإقليم إفران للحرائق مع توالي السنوات 6 الأخيرة…وإن كانت سنة 2024 قد سجلت بعض الارتفاع عن سابقتها سنة 2023… ومذكرا ببرنامج الوقاية من حرائق الغابات للفترة 2025-2027.
فمقترحات عامة وأخرى عملية، مركزا على أهمية المجال الغابوي بالإقليم.
وانطلاقا من الدروس والعبر المستقاة من التجارب السابقة، فإنه يتوجب ضرورة تظافر وتوحيد الجهود بين مختلف المتدخلين من خلال الاستعداد والتحضير المبكر للوقاية ومكافحة الحرائق، عبر التدابير الاستباقية والتحضيرية التي تنطلق ابتدء من شهر ماي، وذلك وفقا للمنهجية المرصودة..
كما أعلن عن أهمية عمليات التحسيس بمخاطر حرائق الغابة، وعن مخطط عمل للتصدي لهذه الحرائق بالتعاون بين السلطات الإقليمية والمحلية وقطاع المياه والغابات..
ودعا السيد حدو أغبي في عرضه إلى تظافر الجهود وانخراط الجميع في عمليات التحسيس، لمواجهة إشكاليات هذه الحرائق التي غالبا ما تكون بسبب سلوكات مهملة، أو تصرفات غير مسؤولة، ومؤكدا على ضرورة إشراك الساكنة في قلب الاستراتيجية وتنمية المجال الغابوي، والتعريف بالتحديات التي يتعرض لها المجال الغابوي وتداعيات التغيرات المناخية، إلى جانب باقي الضغوطات والسلوكات البشرية التي تؤثر سلبا على الملك الغابوي.. مع لفت انتباه وتحسيس الساكنة المحيطة بالغابة أو روادها باتخاذ المزيد من الحيطة والحذر لحماية هذه التشكيلات الغابوية، والمحافظة عليها، خاصة في ظل التغيرات المناخية، باعتبار الغابة بإفران قبلة للساكنة وزوار إقليم إفران، نظرا لما تحتوي عليه من فضاءات للتخييم، ومواقع ذات أهمية كبرى، إضافة إلى كونها ثروة وطنية، وتراث عالمي وجب حمايتها.
وفي قدم للسيد حميد أسرموح القائد الإقليمي للوقاية المدنية بافران عرضا، استعرض من خلاله ما يزخر ببه إقليم إفران من موروث غابوي شاسع ومتنوع..
وليوضح مجالات تدخل جهازه في الحد من انتشار الحرائق بالغابات وما يتوفر عليه من وسائل لوجيستيكية…
داعيا الغى دعم وتعزيز القدرات اللوجستيكية والبشرية على المستوى الإقليمي، وذلك بالتزود بوسائل حديثة لإطفاء الحرائق (شاحنات، سيارات رباعية الدفع، معدات يدوية، موارد بشرية مدرّبة…)، نظرًا للطبيعة الغابوية الخاصة للإقليم الذي يغطي الغطاء الغابوي ثلث مساحته، وكذا لقدم وضعف العتاد المتوفر حاليًا.
فيما كان تدخل لممثلة جامعة الأخوين بإفران بكون الجامعة مهتمة بالمجال الغابوي، مستعرضة من جهتها مدى مساهمة مؤسستها في بلورة منظومة ذكية ومتكاملة للإشعار والاستشعار المبكر، تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بُعد، من أجل الكشف المبكر عن أي مؤشرات لاندلاع الحرائق.
وبعد هذه العروض ناقشت بعض التدخلات واقع الغابة بإقليم إفران وحاجتها لمزيد من الكشف عن مجمل القوى البشرية والمادية المتاحة لمكافحة الحرائق بمختلف المناطق الغابوية بالإقليم بما في ذلك المنتزه الوطني لإفران ، ومدى مساهمة الشركاء من جماعات محلية وتعاونيات غابوية، وعن أهمية الاستراتيجيات الاستباقية المعتمدة على المستوى الإقليمي والمندرجة في إطار الاستراتيجية الوطنية…
وليعود السيد عامل الإقليم، ومن جديد، للحديث وبشكل فائض عن ضرورة مواصلة سياسة القرب واليقظة الإقليمية لمواجهة المخاطر الطبيعية، وحماية الثروات البيئية التي تُعد ركيزة أساسية للتوازن الإيكولوجي والتنمية المحلية بإفران. وذلك من خلال تطوير آليات الرصد المبكر والإنذار، ومعتبرا أن التطور العلمي مكن من الوصول الذكاء الاصطناعي لمحاربة الحرائق، ومركزا العمل على تظافر جهود كافة المتدخلين التدخل في الوقت المناسب، ووجوب تتبع مستويات الحرارة من طرف المياه الغابات، واستعمال كافة الوسائل لمواجهة الطوارئ المفاجئة، مع وجوب تنظيم عملية فرق التدخل حسب قوة الحريق، وجرد إحصاء وسائل التدخل، وتوفير نقط الماء في المناطق المهددة بالحريق.. كما أنه يتطلب من مجموعة جماعات البيئة البيئة توسيع تدخلاتها للمساهمة في الحماية من الحرائق وذلك من خلال القيام بعمليات بتحسيس داخل الأسواق الأسبوعية والمساجد لتجسيد عملية التعامل بحدر ودقة مع الإشعارات المنبهه للحرائق، فوضع الخطة والاستراتيجية التي تسمح بالتدخل العاجل على المستوى الإقليمي والمحلي وتحيين معطيات التواصل..
وواقفا على أن الملك الغابوي بالرغم من الأهمية الكبيرة ودوره الاقتصادي، يبقى محط ضغوطات كبيرة مما يجعل الحفاظ عليه وتنميته مهمة ليست بالسهلة.. مضيفا أنه للمضي قدما في تحقيق الأهداف التنموية المستدامة، فإن القطاع الوصي وبتنسيق مع السلطات المحلية والجهات المعنية يعمل وفق خارطة طريق مرتكزة على استراتيجية فعالة وهادفة ترمي إلى مواكبة تطلعات واحتياجات الساكنة المتنوعة من دون الإخلال بالتوازن البيئي والطبيعي لهذا المجال في إطار إنمائي شامل مبني على المحافظة وتنمية الموارد الغابوية ومحاربة ظاهرة التصحر في ارتباط جدري بمبادئ الحكامة الجيدة وتطبيق القانون.
جدير بالتذكير بأن المساحة الغابوية بإقليم إفران عموما تقدر ب 116 ألفا هكتارا أي ما يعادل 33% من مساحة الإقليم، وتتوزع على أنواع الأشجار التالية:
الأرز 48700 هكتارا- البلوط الأخضر 44400 هكتارا- الصنوبر البحري 3500 هكتارا- بلوط الزان 2900هكتارا العرعار الجبلي 1900 هكتارا والمختلفات 14600 هكتارا.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=45162