يونس حفيض
عزلت مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية تولسي غابارد اثنين من كبار مسؤولي المجلس الوطني للاستخبارات في خطوة لوقف “تسييس” المعلومات الاستخباراتية.
وقامت غابارد بعزل رئيس المجلس بالوكالة، مايك كولينز، ونائبته ماريا لانغان-ريكهوف، في تغيير كبير داخل كيان يعتبره “مكتب مدير الاستخبارات الوطنية” جزءا محوريا من “الذراع التحليلية” لمجتمع الاستخبارات الأمريكي، ويضطلع بمهام تشمل التنسيق المباشر مع صناع القرار.
وعلاوة على ذلك، أمرت غابارد بإعادة نقل مقر المجلس الوطني للاستخبارات من مبناه داخل وكالة الاستخبارات المركزية إلى مكاتب تابعة للمكتب داخل مقر مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، في خطوة تشير إلى إعادة هيكلة تنظيمية للمجلس.
وقال متحدث باسم المكتب لموقع “ذا هيل”إن “المديرة تعمل جنبا إلى جنب مع الرئيس دونالد ترامب لإنهاء تسليح وتسييس مجتمع الاستخبارات”.
وبحسب ما أوردته شبكة “فوكس نيوز” فإن كولينز كان مرتبطا بمايكل موريل، النائب السابق لمدير وكالة الاستخبارات المركزية، والذي كان من بين المسؤولين السابقين الذين وقعوا على رسالة في عام 2020 تشكك في مصداقية اكتشاف الحاسوب المحمول الخاص بهانتر بايدن، معتبرين أنه يحمل “جميع السمات الكلاسيكية لعملية معلوماتية روسية”.
ويأتي هذا التطور بعد أيام من إصدار المجلس، استجابة لطلب بموجب قانون حرية المعلومات، تقريرا استخباراتيا يناقض مزاعم إدارة ترامب بشأن وجود تنسيق بين عصابة “ترين دي أراگوا” (Tren de Aragua) والحكومة الفنزويلية. وقد أدى هذا التقرير إلى تقويض أحد المبررات التي استند إليها الرئيس ترامب لتفعيل سلطاته بموجب “قانون الأعداء الأجانب” لعام 1789 لترحيل أشخاص إلى السلفادور.
وكان ترامب قد اتهم العصابة بالتعاون مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في محاولة لتبرير اللجوء إلى تلك الصلاحيات الاستثنائية.
وقد ورد في التقرير الذي تم رفع السرية عنه : “في حين أن البيئة المتساهلة في فنزويلا تسمح لعصابة TDA بالعمل، فإن نظام مادورو على الأرجح لا ينتهج سياسة تعاونية مع العصابة، ولا يوجه تحركاتها أو عملياتها داخل الأراضي الأمريكية”.
وجاء إصدار التقرير بعد أن وجه اثنان من النواب الديمقراطيين، من بينهم النائب جيم هايمز عن ولاية كونيتيكت، رسالة إلى غابارد طالبا فيها بالكشف عن التقييم. وقد استجابت غابارد للطلب، مما أتاح نشر الوثيقة للرأي العام.
لكن غابارد عادت لاحقاً لتتهم وسائل الإعلام بـ”تحريف وتسييس التقييمات الاستخباراتية بهدف تقويض أجندة الرئيس”.
ويُذكر أن مايك كولينز يتمتع بخبرة تقارب الثلاثة عقود في مجتمع الاستخبارات، وقد شغل مناصب عليا من بينها رئيس أركان لنائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية، وبدأ مسيرته المهنية كمحلل مختص في شؤون شرق آسيا.
أما ماريا لانغان-ريكهوف، فهي أيضاً تملك خبرة تفوق ثلاثين عاماً في المجال، وقد اعتُبرت من قبل المكتب واحدة من أبرز المحللين المتخصصين، خصوصاً في شؤون الشرق الأوسط. وكانت قد تولت سابقاً إدارة “مجموعة الرؤى الاستراتيجية المستقبلية” ضمن المجلس الوطني للاستخبارات.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=44937