اعداد احمد ايت الطالب
في خضم الأزمة الخانقة التي يعيشها آلاف الفلاحين الصغار نتيجة الجفاف وارتفاع كلفة الإنتاج وتراجع المردودية، أعلنت الحكومة عن تقديم دعم مالي مباشر بقيمة 1000 درهم للطن الواحد من الحوامض الطازجة الموجهة نحو أسواق أوروبية محددة.
القرار، الذي بررته الجهات الرسمية بكونه يهدف إلى تعزيز تنافسية المنتوج المغربي في السوق الأوروبية، قوبل بانتقادات واسعة، إذ اعتبره العديد من المتابعين توجها لمنح المال العام لفائدة كبار المصدّرين، في وقت لا يزال فيه الفلاحون الصغار، الذين يشكلون العمود الفقري للقطاع الفلاحي، يعانون من التهميش وقلة الدعم.
ويأتي هذا الدعم في سياق صعوبة متزايدة يواجهها المغرب منذ سنوات في الحفاظ على حصته بسوق الحوامض الأوروبية، في ظل منافسة قوية من دول أخرى وتغيرات في توازنات السوق العالمية. لكن بدل تعزيز قدرات سلاسل الإنتاج المحلية ودعم الفلاحين الصغار، اختارت الحكومة ضخ أموال عمومية لفائدة من يتوفرون أصلًا على إمكانيات التصدير والولوج إلى الأسواق الخارجية.
رئيس الفيدرالية البيمهنية المغربية للحوامض، قاسم بناني سميرس، رحب بالخطوة، معتبرًا أنها ستساهم في تقوية موقع المنتوج المغربي وتعزيز تنافسيته.
في المقابل، عبّرت أطراف فلاحية ومدنية عن تخوفها من أن تؤدي هذه السياسة إلى تعميق الفوارق داخل القطاع، وتكريس رؤية تجعل من الفلاحة أداة لتحقيق الربح الخارجي بدل أن تكون وسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المحلية المستدامة.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=44711