اعداد عادل كربوب
سطات – في مشهدٍ صادم هزّ محطة القطار بمدينة سطات صباح اليوم، تعرّض شاب في مقتبل العمر، طالبٌ بالسنة الأولى في المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير (ENCG Settat)، لحادث مروع أودى ببتر ساقيه بالكامل، دقائق قليلة قبل محاولة ركوبه القطار.
الحادثة، التي وقعت في ظروف غامضة وغريبة، خلّفت حالة من الذعر والذهول وسط الركاب الذين حضروا الواقعة، وعبّروا عن استيائهم العميق من “الإهمال والارتباك في تنظيم حركة الركوب والنزول داخل المحطة”، محمّلين المسؤولية الكاملة للمشرفين على المحطة وللشركة الوطنية للسكك الحديدية.
“شحال من ضحية خاصنا باش يفيقو؟”
شهود عيان أكدوا أن الضحية، الذي كان ينوي الصعود القطار، وجد نفسه محشورًا وسط التدافع، دون وجود أي موظف يُنظّم العملية أو حتى حواجز وقائية تُجنّب مثل هذه الكوارث. “كلشي كان سايب. لا مراقبة، لا تنظيم، وداك الشاب طاح بين القطار والرُصيف”، يقول أحد الركاب وهو لا يزال تحت وقع الصدمة.
إهمال متكرر أم قضاء وقدر؟
حادث اليوم يعيد طرح السؤال الأبدي: هل قدر المواطن المغربي أن يدفع حياته أو أطرافه ثمنًا لاختلالات في البنية التحتية وسوء التدبير؟ محطة القطار بسطات، رغم أهميتها الاستراتيجية، تفتقر لأبسط معايير السلامة المعتمدة دوليًا. لا إشارات تحذيرية واضحة، لا حواجز أمنية، ولا موظفين في نقاط النزول، ما يجعل منها فخًا مفتوحًا على احتمالات دامية.
صمت المسؤولين وتأخر الإسعاف
مصادر متطابقة أكدت أن الضحية ظل ينزف لأكثر من 15 دقيقة قبل وصول سيارة الإسعاف، ما زاد من تعقيد وضعه الصحي. في المقابل، فضّلت إدارة المحطة التزام الصمت، مكتفية بمرافقة المصاب إلى المستشفى في محاولة لتخفيف الضغط الإعلامي والاحتجاجات الشعبية التي بدأت تتصاعد.
شهادة من القلب
زميل للطالب المصاب، لم يتمالك دموعه، قال: “ولد الناس جاي يحقق الحلم ديالو، يقرا ويصنع مستقبلو، تيتقطعو ليه رجليه فالمحطة اللي خاصها تحميه، ماشي تدمّرو”.
مطالب بالمحاسبة وإعادة النظر
حادث اليوم يجب ألا يمر مرور الكرام. الأصوات تتعالى من داخل المدينة وخارجها مطالبة بفتح تحقيق عاجل، ومحاسبة كل من تسبّب في هذا الإهمال القاتل، مع ضرورة إعادة تأهيل المحطة وتوفير تجهيزات السلامة، حماية لأرواح الركاب.
المصدر : https://www.microtv.ma/?p=44278